منظمة دولية تطلق برامج لدعم الشباب العائدين من النزاعات وتكافح التهميش
منظمة دولية تطلق برامج لدعم الشباب العائدين من النزاعات وتكافح التهميش
أعلنت منظمة "أكسِبت إنترناشيونال" عن إطلاق مجموعة العمل العالمية للشباب المقاتلين (GTY) للدفاع عن حقوق وتمكين الشباب العائدين من المشاركة في الإرهاب أو النزاع المسلح على مستوى العالم.
وأكدت المنظمة، في بيان الخميس، أنه تم التأكيد على دور الشباب، بمن في ذلك النساء، في العديد من الأجندات الدولية، ومع ذلك واجه الشباب المرتبطون بالمجموعات المسلحة غير الحكومية (YANSAG) غالبًا تحديات عديدة، حيث نُظر إليهم كأسباب للصراعات المسلحة أو كتهديدات، ولم تحظَ حقوقهم وتمكينهم بالاعتراف الكافي في المجتمع الدولي، ما أدى إلى تجاهل احتياجاتهم الخاصة وعدم فهم تجاربهم الفريدة.
جهود مجموعة العمل
استهدفت المجموعة التي تم تشكيلها حديثًا تسليط الضوء على هؤلاء الشباب الذين تم تجاهلهم، حيث سعت لكسر حلقة الكراهية على مستوى العالم والعمل نحو السلام المستدام.
وتضمن الهدف النهائي لمجموعة العمل وضع معايير دولية تضمن حقوق وحماية وتمكين YANSAG، ومساعدتهم على أن يصبحوا وكلاء للسلام، مما يعكس الالتزام بحماية حقوق الإنسان وتعزيز العدالة.
الأنشطة والبرامج
شملت الأنشطة جمع الشهادات من YANSAG حول العالم، وتنظيم مؤتمرات دولية، وصياغة مقترحات ونصوص قانونية لقرارات تتعلق بحقوقهم وتمكينهم في عدة أماكن، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كما شملت هذه الجهود أعضاء من YANSAG من دول مختلفة، بالإضافة إلى خبراء وباحثين وممارسين في المجالات ذات الصلة، وضحايا الإرهاب والنزاعات المسلحة.
بالإضافة إلى ذلك، طورت مجموعة العمل برامج تمكين لمساعدة هؤلاء الشباب ليصبحوا وكلاء للسلام، وقدمت منحًا لمبادرات يقودها هؤلاء الشباب وأولئك الذين يدعمونهم على مستوى العالم، ما يعكس الحاجة الملحة إلى تفعيل دورهم في المجتمع.
أعضاء مجموعة العمل
تضمن أعضاء مجموعة العمل شخصيات بارزة في مجالات مختلفة، مثل: المدير التنفيذي لـ"أكسِبت إنترناشيونال"، يوسوكي ناجاي، وأنجيليكا كويمبايا، مساعدة تمريض وصيدلة، وهي مقاتلة سابقة في القوات المسلحة الثورية الكولومبية (FARC)، وخيريّة ستي ناورا حميم، وهي جامعية، عائدة من مجموعة مسلحة غير حكومية في الفلبين، وأحمد حامد، وهو طالب ثانوية، عضو سابق في الحوثيين، ونور علي حسن، موظف في منظمة غير حكومية، وعضو سابق في حركة الشباب، ووداني، وهي مقاتلة سابقة في نمور تحرير التاميل (LTTE، وعبد الواحد سيساي، منسق مشروع نائب في منظمة "إيديو أيد"، وهو مقاتل سابق في الجبهة الثورية المتحدة (RUF)، وميرسادة تورسونوفيتش، رئيسة منظمة "ناش غلاس"، وهي ناجية من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع (CRSV) خلال الحرب البوسنية، وآتوك أريس هاديبورو، ممارس نزع التطرف، عضو سابق في منظمة (NII) في إندونيسيا، وإيدسون جان، وهو أب لطفلين، عضو سابق في مجموعة عصابات هايتي، ووصار عزاوي، محامية حقوق إنسان ومديرة مشروع في منظمة "أيد غيت".
تسعى مجموعة العمل إلى شراكات فردية ومنظمات ترغب في التعاون لتعزيز الجهود من أجل الشباب المقاتلين.
التحديات المستمرة
وأكد المنظمة أنه يمكن أن يلعب الشباب المشاركون ىسابقا في عمليات الإرهاب أو النزاع المسلح أيضًا دورًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل المجتمع، نظرًا لخلفياتهم الفريدة والمعقدة، ومع ذلك، غالبًا ما يُنظر إليهم على أنهم تهديدات أو أسباب للصراع، ما يجعلهم في النهاية يُتركون من قبل المجتمع الدولي.
وأوضحت أن هذا التهميش يجعل من الصعب عليهم كسر دورات الكراهية، ويمكن أن يؤدي حتى إلى استمرار دورات سلبية جديدة، ما يخلق حاجزًا كبيرًا أمام السلام المستدام على مستوى العالم.
خطوات مستقبلية
استجابةً لذلك، بدأت مجموعة العمل جهودًا لوضع معايير دولية تحمي حقوق هؤلاء الأفراد الشباب وتعزز تمكينهم، ما يساعدهم على تحقيق إمكاناتهم كشباب ويسهل عودتهم إلى المجتمع كوكلاء للسلام، تعتبر هذه الخطوات ضرورية لتعزيز السلام والاستقرار في المجتمعات المتأثرة بالنزاعات، وتحقيق العدالة والاعتراف بحقوق الإنسان.
يذكر أن "أكسِبت إنترناشيونال" هي منظمة غير حكومية دولية مقرها اليابان تكرس جهودها لكسر حلقة العنف من خلال قبول وتمكين الشباب المرتبطين بالمجموعات المسلحة غير الحكومية، بما في ذلك تلك التي تُصنف كمنظمات إرهابية، وهي تساعدهم على إعادة التأهيل وإعادة الاندماج في المجتمع، معترفين بهم كعوامل سلام محورية، وتشمل عملياتنا مناطق النزاع في الصومال، واليمن، وفلسطين، والمناطق المتأثرة بالنزاع في كينيا، وإندونيسيا، وكولومبيا.
وتشير عبارة (الشباب المرتبطين بالمجموعات المسلحة غير الحكومية) إلى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا والذين هم أو كانوا على صلة بالمجموعات المسلحة غير الحكومية، بما في ذلك المنظمات المتطرفة.